مسآئكمـ
..... { آكـآلـيل فرح..
/
:
:
من سُنة الله في خلقه أن أوجد فيهم ..
الفرح و الحزن
الابتسام و العبوس
الفرج و الضيق
السعادة و الشقاء
:
فالحياة ما هي إلا خليط من لحظات الفرح ولحظات الحزن ..
تنتاب الإنسان ..
ليخرج منها بــِ ردة فعل تختلف من شخص لإخر ..
/
فـ..
لحظات الفرح ..~
تمر علينا وتتعالى بها أصواتنا بـ قهقهات و ضحكات
تتراقص فيها قلوبنا حتى نكاد ان نطير عالياً من شدتها ..
ونشعر حينها بـِـ صغر الكون وضيقه أمام حجم البهجة التي تسكن دواخلنا
ونتمنى لو أن الكون يتسع لنا أكثر وأكثر ..
فـ تارة نجد أنفسنا نصفق بلاوعي وتارة نقفز كـ الأطفال
عند سماعهم خبر مكافأة
من أبيهم لِـ اصطحابهم مدينة الألعاب بعد عناء أسبوع مُكبَّل بالملل..
أو كفرحة العليل بالشفاء بعد أن غلبه اليأس بالشفاء من المرض
أو كـ فرحة السماء حينما يقام فيها عرس البدر
الوضاء بـِ تلألأ النجوم المتراقصة على عزف متفرد بِـ أجمل ألحان الضوء
وانتشار عطر نسيم الليل المُختلط بعبق يفوح بهجة وصفاء ..
أو كفرحة
أرض تصدعت حتى اشتد وضوح تجاعيدها من قسوة سوط الجفاف
لتبتسم أخيراً
بعناق مطرٍ يدب فيها الحياة من جديد ..!
/
هذه بعضاً من لحظات الفرح الممزوجة بـِ أنغام ضحكاتنا ..
لكن ليس سِوانا مُجحفٌ بحقها وبحق أنفُسنا أولاً..
فـ..قليلاً ما نحتفظ بها في ذاكرتنا ..
وسرعان ما نرمي بها في عُمق سلة المهملات التي نسجناها نحن
من خاماتِ حلكة السواد المتربع على أفكارنا وكأننا نعيش فقط لنحتضن
لحظات الحُزن ..~
ننحتُها بِـِ خطِ عريضِ واضح منظوم على جدار الزمن
لا تستطيع أدق العوامل إخفاء معالمها
لـِ أنها نُحتت بكل فن ودقة وكثيراً ما نحتفظ بها في دفاتر ذكرياتنا
لنجدها بخط أسود عريض يعتلي السطور بـِ [ آآآهـ ]
تفجرت من قلب أعلن لبس ثوب الحداد وحُكم عليه بعدم استقبال
وفود وجموع اتخذت شعار البهجة والأمل
لـِ ينعزل شيئاً فشيئاً حتى يصبح انسكاب قطرات الدموع أجمل هِواياته ..
وحرق الورق بـِ نار الآهات فناً من أضخم فنونه..
مُتجاهلاً حق نفسه وحق من حوله عليه ..
بل هو نفسه من يُساهم في بث اليأس
ورمي كومة من الأوجاع والبؤس إلى قلوبهم ..
يسيرُ مردداً بينهم حُزنه وسجع أوجاعه صادحاً بظلامه ..
حاملاً شِعار يأسه ..ضارباً حكمة الحياة في تلونها مابين فرح وحزن
سعادة وشقاء عُرض الحائط ..
راسماً قانون حياته بـِ حزن سرمدي ..فهو
ليس إلا جسد مثقلٌ بـِ سكرات الفناء بعد أن
تجرع السم من سُقيا إرادته..
حتى تبدأ روحه بـِ التراقي
ليلتفُ بـِ كفن نسجته خيوط يأسه ومن ثم يعتلى نعش صنعه
من لِوح انكساره .. ليدفنُ نفسه بـِ اختناق الظلام
ويُسَطرُ اسمه على صفحات الأحياء الأموات
بعد أن حكم على تفكيره بالشلل وقلبه بالموت ..
ولكنه في حقيقته جسد يتحرك بلا أمل يبعث بداخله النور
ويجدد نشاطه في الحياة ..:
/
لماذا كل ذلك ؟؟!
ألم يعلم أن اللذة بِـ لحظات الفرح لانشعر بها
إلا بعد مُضي لحظات الحزن ؟!
لماذا لانعبر عن لحظات الفرح إلا بـِ أوقاتِها فقط ..!
وما أن تنتهي تلك اللحظات
إلا وننفُثها بعيداً عنّا ننكر معرفتنا بها ..
لماذا نُصبح أوفياء مع الأحزان فقط ؟؟!
نصف لها أجمل العبارات والقصائد بكل سحر وفن ؟؟!
أليست مشاعر الفرح سكنت دواخلنا كمشاعر الحزن ؟؟!
إذاً
ماهو سِرُ طغيان الحُزن على أقلامنا ؟؟
ماهو سر تلون أوراقنا بلون الظلام الحالك ؟؟!
تساؤلات
خلّفتها حِيرةٌ
من إجحاف معظمنا
بِـ حق تسطير أفراحنا على أوراقنا بعبارات أرقى
وأجمل من أي لحظة أخرى نعيشها ...!
’‘
..
اعجبني ..}